أسير أنا و إبني في خطوات سريعه كعادتنا متجهين للنادي للحاق بتمرين السباحه و من ثم تمرين كرة القدم في الطريق يدوربيننا حوار أسبوعي خاص يسألني فيه كل الأسئلة التي تستعصى عليه إجاباتها, في هذا اليوم سألني عن بابا نويل و هل هو شخصية حقيقية أم وهمية؟...لم أتردد في الإجابة قلت له أنه موجود بالفعل و يوزّع الهدايا ليلة رأس السنة على الأطفال الشاطرين فقط...سألني سؤال أكثر عمقاً..ماذا لو مات بابا نويل فهو شخصية قديمه و عجوزه جداً..أجبته أنه لو مات فهناك إبنه و عندما يموت إبن الإبن و هكذا فتظل شخصية بابا نويل لا تموت و يظل يطير بزلاجته و غزلانه في السماء حتى يصل لشرفات و نوافذ الأطفال ليلقى بها الهدايا.
أنا أيضاً كنت أسأل نفس السؤال عن وجود بابا نويل حقيقي لكن الإجابة كانت..طبعاً لأ...كان نفسي يُحضر لي هدية طفولتي المُفضله Barbie doll و كنت أُعلّق جورب صغير أصغر من اللعبة بجوار النافذه كفيلم شاهدته, و لكنه لم يأتي..
صدقني صغيري مع إنه يعلم جيداً أن هذا كلام ليس من المنطق في شئ فهو رغم صغر سنه إلا أنه كمعظم جيله يعرف أكثر مما ينبغي, لكنه ورث عني (لا أعرف لحسن أم لسوء حظه) توهانه في دنيا الخيال..فهو طفل خيالي بقدر كبير و أنا لن أفسد عليه خياله...سيصحو يوم 1 يناير 2012 ليجد هدية بابا نويل معلقة بنافذته :)
*********
أخيراً سنودّع 2011 أصعب عام في حياة المصريين و العرب و مع ذلك فسيظل له علامه في قلبي و تأثير عميق في روحي, صحيح إننا عرفنا فيه معنى عدم الإستقرار و الأمان لكننا تذوقنا فيه الحريه لأول مره و مارسنا فيه حقوقاً كانت مسلوبه لأول مره...صحيح الصدمات توالت فيه بشكل غير مسبوق لكننا إستنشقنا فيه القوة و التحدي لأول مره...صحيح تفرقنا فيه و تشتتنا بشكل مزري لكننا أيضاً عرفنا لأول مره أن نجتمع على كلمة حق و نعيد توازنا بسرعه تكيد كل عدو...صحيح أننا فقدنا الكثير من شبابنا و رجالنا لكننا كسبنا ولادة جيل كامل من مرفوعي الرأس...صحيح تعذبنا كثيراً لكن كله يهون لخروج بلادنا العربيه الحُره للنور.
أسوأ أيام العام هي كل يوم أريق فيه دم..كل يوم سقط فيه شهيد..و كل يوم تجرعنا فيه ذل و ظلم... أسعد يوم مر عليّ في هذا العام كان بالطبع 11 فبراير...يوم تخلى الظلم و الفسادعنا...رأيت وجوه الناس يومها كأنهم ولدوا من جديد...على الصعيد الشخصي فقدت خالتي الحبيبه..فقدنا أيضاً الكثير من المبدعين أهمهم بالنسبة لي أنيس منصور عدو المرأة الذي أحبته المرأة كثيراً...
و كان من أسباب سعادتي في هذا العام هو كتابي بنكهة مصر الذي سيرى النور مع حلول 2012 و مهما وصفت فلا أحد يتخيل فرحتي و أنا أرى مشاعري ..أفكاري ..نبضاتي ..غضباتي ..تحليقي في سماء الخيال يتحول لعمل ورقي مطبوع لأرى نفسي بين ثنايا الأوراق و سعادتي لا توصف عندما أجد ملامح أحدهم تتغير و هو يقرأء حروفي ..أتمنى نجاح الكتاب و النجاح و التوفيق لكل مجتهد و أتمنى كل إنسان يصل لحلمه في 2012 و يحقق كل ما يتمناه.
كل سنة و إنتم طيبين و سعداء و بألف خير عام جديد سعيد على الجميع بتمنى تمارس فيه البلاد العربية المزيد من حريتها و نحقق نحن المزيد من أمانينا و أحلامنا..
يا ترى أمنياتك إيه للعام الجديد؟؟؟؟
سؤال إجباري على فكرة :)